(وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ) يعني أسلافكم وآباءكم فاعتدّها منّة عليهم ؛ لأنّهم
نجوا بنجاتهم ، ومآثر الآباء مفاخر الأبناء.
وقوله : (فَأَنْجَيْناكُمْ)[١] : أصله ألقيناكم على النّجاة وهو ما ارتفع واتّسع من
الأرض هذا ، هو الأصل ، ثم سمّي كلّ فائز ناجيا كأنّه خرج من الضيق والشدة الى
الرخاء والراحة.
وقرأ إبراهيم
النخعي : وإذ نجّاكم على الواحد.
(مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) : أي أشياعه وأتباعه وأسرته وعزّته وأهل دينه ، وأصله
من الأول وهو الرجوع كأنّه يؤول إليك ، وكان في الأصل همزتان فعوّضت من إحداهما
مدّ وتخفيف.
وفرعون : هو
الوليد بن مصعب بن الريّان ، وكان من العماليق.
(يَسُومُونَكُمْ سُوءَ
الْعَذابِ) يعني يكلّفونكم ويذيقونكم أشدّ العذاب وأسوأه ، وذلك
أنّ فرعون جعل بني إسرائيل خدما وعبيدا وصنّفهم في أعمالهم. فصنف يبنون ، وصنف
يحرثون ويزرعون ، وصنف يخدمون ، ومن لم يكن منهم في عمل من هذه الأعمال فعليه
الجزية.
وقرأ ابن محيصن
: بالتخفيف فتح الياء والباء من الذبح ، والتشديد على التكثير ، وذلك أنّ فرعون
رأى في منامه كأنّ نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها
وأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل ، فهاله ذلك ، ودعا بالسحرة والكهنة وسألهم عن
رؤياه فقالوا : إنّه يولد في بني إسرائيل غلام يكون على يده هلاكك وزوال ملكك
وتبديل دينك ، فأمر فرعون بقتل كلّ غلام يولد في بني إسرائيل ، وجمع القوابل من
أهل مملكته فقال لهنّ : لا